بعض الأصوات التي تطلّ علينا فجأة، تنصّب نفسها حامية للسيادة وناصحة للمقاومة، وكأنها كانت في طليعة صفوف الدفاع عن الوطن!
لكن الحقيقة الصارخة أن من يتكلّم اليوم، تاريخه غارق في دم الأبرياء، ومسيرته حافلة بالفتن والمجازر، والذاكرة الشعبية لم تنسَ بعد.
من أنت لتخاطب المقاومة؟! أين كنت حين كانت القذائف تمطر على الضاحية؟ والجنوب أين كان موقفك يوم احتُل الجنوب؟ بأي جبهة وقفت، وفي أي معركة كنت حاضرًا نعم كنت حاضرا على مجازر الابرياء ؟!
من لم يشمّ رائحة البارود، لا يحقّ له أن يمنح صكوك الشرف.
ومن ربط مصيره بعواصم القرار الخارجي، لا يحق له أن يطالب المقاومين بتسليم سلاحهم تحت عناوين “الدولة”!
السلاح الذي تطالبون بسحبه، هو من أعاد للبنان هيبته.
هو من استرجع الأرض بلا إذن من أحد، وفرض على العدو معادلات رُسمت بالدم.
هو من صنع الانتصار، بينما كنتم أنتم تتهامسون في أروقة السفارات.
الوقاحة أن يأتي من تاريخه مشين، ليُهاجم قادة المقاومة، ويصفهم بأنهم “يعيشون على كوكب آخر”!
نعم، هم على كوكب آخر… كوكب لا يعرف الخيانة، ولا يركع أمام السفارات، ولا ينتظر الضوء الأخضر من الخارج.
هم على كوكب الكرامة… أما أنتم، فأنتم على كوكب العمالة والوصاية.
راجعوا تاريخكم، دقّقوا في ماضيكم، ثم اسألوا أنفسكم:
هل أنتم مؤهّلون للحديث عن السلاح، عن السيادة، عن المقاومة؟!
من لم يدخل الميدان يوم اشتعلت البلاد، لا يحق له التنظير على من صنع النصر.
ومن اعتاد الذل، لن يفهم معنى أن تكون حرًّا